أخر التحديثات
recent

الحرب الصينية اليابانية الثانية

بسم الله الرحمان الرحيم


كانت الحرب الصينية اليابانية الثانية غزوا ضخما للجهة الشرقية من الصين قام به الجيش الإمبراطوري الياباني مواصلة في سياسته التوسعية في الصين بعد غزوه لمنشوريا  .متفائلين بحظوظهم في إنهاء الإجتياح بسرعة اعتقد الييابانييون في الأسابيع الأولى النصر في غضون 03 أشهر ،و رغم الإنتصارات المبدئية المتتالية  لليابان دامت الحرب ثمانية سنوات وجدت اليابانيون أنفسهم يحاولون السيطرة على مناطق شاسعة وغير مستقرة .
الحرب الصينية اليابانية الثانية

نتج عن الغزو الياباني هدنة في الحرب الأهلية  القائمة منذ ثمانية سنوات بين الكومنتاغ والحزب الشيوعي  الصيني ،كوّن الجانبين حلفا ضد المستعمر .
كما أثرت الحرب الصينية اليابانية الثانية على  تاريخ الصين وعلى  التوازنات الجيوسياسية في المنطقة  لسنوات .
ابتداءا من سنة 1939 ،بدأ الخلاف يتوسع خارج الصيـــن مع المواجهات الصينية السوفياتية فــي منغوليا ،تم تركيز نظام موالي لليابان سنة 1940 فــي نانجينغ ، و بداية من  سنة 1941 و بدخول جمهورية الصين ( النظام الذي قاد الصين منذعام 1912 بعد سقوط النظام الامبراطوري ) إلى جانب الحلفاء  دخلت حرب الصين رسميا في المسرح الآسيوي للحرب العالمية  الثانية .
أنتهت الحرب الصينية اليابانية الثانية  باستسلام اليابان في 1945 ،و تواصلت بعده الحرب الأهلية الصينية بين الحزب الشيوعي الصيني و الكومنتاغ.
التسميات   
  من الجانب الصيني : تعرف الحرب الصينية اليابانية الثانية باللغة الصينية المندرين باسم "الحرب ضد اليابانيين " أو "حرب الصمود ضد اليابانيين "                  (抗日戰爭,kàngrì zhànzhēng,) إختصارا لـ 中国抗日戰爭zhōngguó kàngrì zhànzhēng  "الحرب الصينية لمكافحة اليابانيين" واختصرت أكثر لتصبح (抗戰kàngzhàn"حرب الصمود" .يعرف هذا المصطلح  كذلك في هونغ كونغ ،كوريا، الفلبين، سنغفورة ،ماليزيا لكن لايقصد به نفس النزاع . 
في جمهورية الصين الشعبية تسمى هذه الحرب بـ  (八年抗戰bā nián kàngzhàn"ثمانية أعوام من الصمود"
 من الجانب الياباني : في بداية النزاع ،جوان 1937، سميت الحرب من طرف اليابانيين "حادث شمال الصين " (北支事変Hokushi jihen)  تسمية تطلق اليوم على "معركة جسر ماركو بولو" ،تغير هذا الإسم بعد شهر ليصبح "حادث الصين "(支那事変Shina jihen) ،رغم أن الصحافة  استعملت أحيانا تعبير "الحادث الصيني الياياني" وذلك  لتجنب ذكر لفظة " حرب " وبالتالي تجنب عقوبات الدول الغربية .
بمرور الوقت،  جعلت الدعاية الإمبراطورية  من هذا الصراع حربا مقدسة (聖戦Seisen)  تعتبر بداية  سياسة التـــوسع اليابانية  تحت شعار "ا لأخوة العالمية "( Hakkō ichiu  八紘一宇)   المعنى الحرفي  : جمع أركان العالم الثمانية تحت سقف واحد ,مفهوم وُضع في القرن التاسع عشر للنهوض بالحضارة  والثقافة بمباركة من الإمبراطور وترسيخ علوية الجنس الياباني وحقه في غزو آسيا .
بعد هجوم "بارل هربر"  في 7 ديسمبر 1941 ، أعلنت الحرب رسميا على الإمبراطورية اليانانية  و طموحها التوسعية وسميت "حرب آسيا الشرقية الكبرى"  (大東亜戦争Dai tōa sensō) التي تعني حملات الأطلسي و جنوب شرق آسيا ، بذلك دٌمجت  الحرب اليابانية الصينية الثانية والحرب العامية الثانية .
إلى اليوم يبقى مصطلح  (支那事変Shina jihenمستعملا من طرف وزارات الدفاع ،الصحة،العمل و الأملاك العامة وأيضا في السجلات التاريخية والنصب التذكارية .مع ذلك فإن المصطلح لا يزال موضع جدل و انتقاد :
← لفظ jihen المترجم عادة الى كلمة "حادث " يتحمل مفاهيم  أقوى كمصيبة ،كارثة ،تمرد وحتى إعلان حرب .مع ذلك فهو مصطلح سطحي نسبيا تم اختياره في تلك الفترة لتجنب استعمال كلمة "حرب"  ،مما قد يقود إلى  ردود فعل من طرف عدة دول .فقد كان بإمكان الولايات المتحدة  الأمريكية و تحت مظلة قوانين الحياد المصادق عليها بين سنتي 1935 و 1939 وقف صادراتها من الحديد لليابان إذا سمي النواع رسميا بــ "الحرب" .مثّل مصطلح   jihen  إذن موضع نقد وقد عوض أحيانا بكلمة  sensō "حرب".
لفظ  Shina  هو تحويل ياباني للفظ سنسكريتي يقصد به الصين ،رغم حياده زمن النزاع ،فقد أصبح هذا المصطلح شيئا فشيئا ينظر إايه من طرف الصينيين على أنه تحقير أوحتى عنصري .منذ 1946 طلبت الصين من اليابان الكف عن استعماله الذي أصبح مرتبطا بالإجتياح الياباني و المجازر التي اقترفها اليابانييون : فمعنى الحرف  (shi (غصن ( رغم أن اخياره كان للنطق) فُهم على  أنه  إهانة فهو يصور الصينيين في تبعية لليابان تبعية الغصن بالجذع .استعمال هذا المصطلح اليوم في اليابان في أحسن الحالات قديم أوشعري  و في أسوإها خطء سياسي ، مع بعض الإستثناءات كتابته بالكانجي منتقدة جدا ويستحب كتابته بالكاتاكانا .

بداية الحرب:
يُرجع أكثر المؤرخين بداية الحرب الصينية اليابانية الثانية إلى حادثة جسر ماركو بولو ( أو معركة جسر لوغو ،盧溝橋،Lúgōuqiáo)  في 07 جويلية 1937 .في حين يعتبر آخرون  سبب اندلاعها حادثة موكدين  18 ديسمبر 1931 عندما اجتاحت فرقة من الجيش الإمبراطوري الياباني تدعى كوانتونغ شمال الصين وأسست بها  دولة مانشوكو " الدولة العميلة لليابان " في فيفري 1932 بداية السياسة التوسعية لليابان .
شهدت شانغهاي سنة 1932 مصادمات بين القوات الصينية واليابانية أفضت إلى إقرارها منطقة منزوعة السلاح .جانفي 1933 واجهت القوات الصينية هجوم ياباني شرق سور الصين . أفريل 1933 ،قامت قوات يابانية بمساندة من قوات مانشوكو ومرتزقة صينيين باجتياح محافظة "تشاهار" بمنغوليا الداخلية .في 1935 أعلنت حكومة مقاطعة هوباي (河北 héběi) إستقلالها  و اتخذت سياسة تعاونية مع اليابان خارقة بذلك كل المعاهدات القائمة مما أدى للضم الفعلي للمنطقة .سنة 1936 حاولت اليابان مواصلة التقدم في منغوليا الداخلية بالإستناد على  الإستقلاليين المغول بقيادة الأمير "دمشوغ دونغ روب" ، لكن هزمت القوات المنغولية ومعاونيهم الصينيين من طرف القوات الصينية في أكتوبر من نفس السنة .

تشانغ كاي شيك 

رغم النوايا الحربية الواضحة لليابان لم  يرغب تشانغ كاي شيك  بعد في مواجهة مباشرة واسعة النطاق مع اليابانيين فهو يرى أن قواته غير جاهزة ،كان يفضل قتال الشيوعيين الصينيين . استطاع المارشال الشاب جانغ سويلانغ  إجبار تشانغ كاي شيك على التحالف مع الشيوعيين بموجب إتفاق شيان أواخر ديسمبر 1936 انبثق عنه ولادة" الجبهة المتحدة الثانية " بإدماج القوات المسلحة الشيوعية في المنظومة العسكرية النظامية .

إندلاع النزاع وهزيمة الصينيين:
قدّم حادث جسر ماركوبولو 07 جويلية 1937 لليابانيين  ذريعة لبدأ الأعمال العدائية ،28 من نفس الشهر أُعلنت  الحرب  رسميا .تم الإستيلاء على بيكين و تيانجين أوائل شهر أوت ورخّص الإمبراطور الياباني" شووا" تعليق العمل بالإتفاقيات الدولية لحماية أسرى الحرب .سمح هذا القرار للقوات اليابانية بالتقدم دون وضع أنظمة تهتم بالأسرى و المدنيين في المناطق التي تم الإستيلاء عليها . 
رغم بعض الإنتصارات مثل معركة بينغ سينغ قوان(Píngxíngguān، 平型关) التي أنتصر فيها الشيوعيون ، ومعركة تايرجوانغ ( 台儿庄会战 ; pinyin : Tái'érzhūang ) التي انتصر فيها القومييون، تكبدت القوات الصينية الموحدة سلسلة من الهزائم :هزمت في تاييوان ولم تستطع منع اليابانيين من الإستيلاء على الجهة الشماليةلـ" شانسي" .نوفمبر 1937 احتل اليابانييون شنغهاي بعد حملة مركزة من القصف انجر عنه وفاة الآلاف من المدنيين و ثلاثة أشهر من القنال المكثف .  وباستغراق المعركة وقتا أكثر مما خطط له ، قرر اليابانييون إحتلال نانكين عاصمة الدولة أين سحق 200,000 جندي ياباني القوات الصينية المحطمة بطبعها بعد معركة شنغهاي.
يقدّر عدد القتلى الصينيين في مجزرة نانكين بين 65,000 و 350,000 من بين متساكني المدينة فقط أو أحوازها القريبة الذين فرّوا إليها ،تبنت الحكومة الصينية من جهتها الرقم 300,000  الذي يظهر على النصب التذكاري للمجزرة.و مع تقدمهم في الأراضي الصينية قام اليابانييون بتركيز حكومات صينية متعاونة مكلفة بإدارة المناطق المستولى عليها.

تدخل القوى الأجنبية في النزاع
اعتقد أغلب المحللين العسكريين أن الصينيين لا يمكنهم مواصلة الحرب مع تواجد أغلبية المصانع العسكرية في المناطق المسيطر عليها من طرف اليابانيين أو في مناطق قريبة منها .وقد ترددت القوى الأجنبية في مساعدة الصينيين ،ما لم تتوفر أسباب إستراتيجية ، إقتناعا منها بهزيمة الصينيين في هذه الحرب وخوفا من أن المساعدة الصريحة قد تؤثر على العلاقات مع اليابانيين .
وفرت ألمانيا النازية (حتى سنة 1938) والإتحاد السوفياتي (حتى سنة 1940) دعما تقنيا هاما للقوات الصينية .أراد الإتحاد السوفياتي بهذا الدعم منع اليابان من  اجتياح سيبيريا (معركة خاخين غول ) ولتجنب فتح جبهة ثانية . إضافة إلى أن كل نزاع بين الكومنتاغ واليابانيين قد يساعد الحزب الشيوعي .
أما ألمانيا ،ولدعم سياسة تشانغ كاي شيك المعادية للشيوعية ،فقد وفرت جزء هام من واردات  السلاح حتى سنة 1938 .طوّر المستشارون الألمان المعدات ودرّبوا الجيش القومي ،وقد تلقى الضباط ،ومنهم ابن تشانغ الثاني ،تكوينا عسكريا والنحقوا بالخدمة في صفوف الجيش الألماني قبل النزاع العالمي، إلى أن انقطع التعاون مع الحلف بين اليابان وألمانيا ،واعترف النظام النازي بالحكومة المتعاونة الصينية لـ"وانغ جينغ واي " الحكومة الشرعية الوحيدة للبلاد .
بداية من 1937 قدّم الإتحاد السوفياتي ، وبعد تحالف القوميين و الشيوعيين، عونا للصينيين في شكل مجموعات قتالية متطوعة محمولة جوا 
تعدّ حوالي 450 طيار و تقني ،ساهموا في المعارك و في صناعة الطائرات ،و قد حضر"معركة تايرجواغ " القائد الروسي غيورغي جوكوف سنة 1939 وتدخلت القوات الروسية رسميا لصدّ القوات اليابانية في منغوليا .
بداية من سنة 1941 أمضى الروس و اليابانيون إتفاق عدم إعتداء ، انقطع بعدها الدعم الروسي للصينيين و لم تتدخل روسيا بعد ذلك في الصراع قبل إجتياح منشوريا سنة 1945 .
حبّذت المملكة المتحدة المساعدة الإقتصادية ،فقد قدم بنك أنجلترا الخبرة والدّعم المادّي اللازم لتبني الحكومة الصينية عملة ورقية موثوق بها ،ويصبح البريطانييون، مقابل ذلك ، الماسكين باحتياطي العملة النقدية الصينية ،حافظوا على جزء منها تحت حراسة جيدة في "تيانجين " التي أجبروا على مغادرتها تحت ضغط اليابانيين أواخر 1941،حاملين معهم العملة الصينية سرّا .
أصبح العسكري الأمريكي "كلير لي شينو" قبل إندلاع النزاع مستشارا للجيش الصيني في ما يتعلق بالطيران ،وعمل على بناء سرب بمجموعة من الطيارين العالميين .و إنطلاقا من سنة 1940 قدمت له الولايات المتحدة ،رسميا محايدة ، العون عن طريق البرنامج "قانون الإعارة  و التأجير" و درّب شينو سنة 1941 فرق متطوعين أمريكيين تحت إسم "النمور الطائرة" مثلت أول تدخل غير رسمي للولايات المتحدة في الحرب الصينية اليابانية.

الجمود في الصراع
لم يكن لليابانيين  لا النية و لا القدرة على  إدارة المناطق المحتلة من الصين ، كان هدفهم وضع حكومات محلية موالية تخدم مصالحهم .لكن وحشيتهم منعتهم من اكتساب شعبية تساعدهم على ذلك و أظهرت الحكومات المحلية الموالية على أنها أبواق دعاية ليس إلا.  بعد إنتصاراتهم في البداية ، وعدم مراجعة سيطرتهم العسكرية ،لم يستطع اليابانييون حسم النزاع نهائيا كما كانوا يريدون ، و ذلك نتيجة فشلهم في إخضاع المناطق القوية ذات التوجه القومي رغم الهجومات المتتالية .في فيفري سنة 1938 دامت معركة "ووهان " أربعة أشهر ، فشل فيها اليابانييون في إبادة القوات الصينية .قام القومييون بتدمير السدود على النهر الأصفر لإيقاف تقدم اليابانيين ، مما تسبّب في فيضان حصد مئات الآلاف من الأرواح المدنيين .كان على اليابانيين فى الأعوام الموالية صدّ حرب العصابات التي تشنها القوات الصينية القومية خاصة .
في مارس من سنة 1940 ،و لتدعيم  فعالية الإدارة الصينية الموالية لهم ، أنشأ اليابانييون حكومة  مركزية صينية بصهر الحكومات المتعاونة ترأسها الوزير الأوّل ورئيس الكومينتاغ السابق "وانغ جينغواي" مقدّما نفسه الزعيم الشرعي الوحيد لجمهورية الصين.


ورغم الهجمات اليابانية المتتالية تواصلت المقاومة الصينية ،و فاجأت القوات الشيوعية  اليابانيين بهجوم كبير شمال الصين في أوت 1940 تواصلت المعارك حتى آخر السنة ،لكن هذا الإنتصار لم يؤدّي إلا إلى  زيادة القمع الممارس من طرف اليابانيين ،و آثر الشيوعيون العودة إلى  استعمال تكتيك حرب العصابات .
ولقطع خطوط الإمدادات على القوميين قام اليابانييون في سبتمبر من سنة 1940 باجتياح الهند الصينية "الفرنسية " أين ركّزوا قواتهم حتى سنة 1945 .

ركّزت الحكومة القومية بقيادة  تشانغ كاي تشيك عاصمتها في تشونغتشينغ ، التي تعرضت لقصف مكثّف شنه اليابانييون ،و رغم تحالفه مع الحزب الشيوعي سعى كاي تشيك للمحافظة على جيشه وتحنب المعارك الكبرى ضد اليابانيين ،آملا القضاء على الشيوعيين بعد مغادرة اليابانيين للبلاد . كما لم يستطع المغامرة في حرب طاحنة ضد جيش ياباني مدرّب ، مجهز و منظّم . 
من جانبه خيّر ماو تسي تونغ  توخي حرب العصابات للمحافظة على قواته وتعزيزها هدفه النصر الأخير ضد القوميين  . هكذا كان  التعاون بين القوميين والشيوعيين صعبا .
ماو تسي تونغ

 و في سنة 1941 تواجت قوات القوميين مع الجيش الرابع الجديد مهددين وحدة الصفوف الصينية في ما كان يسمى الجبهة الموحدة الثانية . بعد سقوط شانسي تركزت هجمات الشيوعيين على شمال شرقي الصين في حين تركزت هجمات القوميين في جنوب غربها .

الدخول في الحرب العالمية
وفرت الولايات المتحدة الأمريكية ما قيمته 1,6 مليار دولار من المعدات في إطار قانون الإعارة والتأجير الممضى في مارس 1941 .في نهاية 1941 وبعد الهجوم  على القاعدة الأمريكية بارل هربر، تمّ قبول  الصين من قِبل الحلفاء مما زاد من حجم المساعدات الأجنبية . بداية من ربيع 1942 دخلت القوات الجوية  الأمريكية رسميا في الحرب للقيام مقام النمور الطائرة وتركيز قواعدها في الصين فيما تدخلت القوات الصينية إلى جانب الأمريكيين في حملة بورما ، وأصبح الفريق جوزيف ستيوال رئيس أركان تشانغ كاي تشيك ، لكن العداوة بين الرجلين صعّبت التعاون بينهما . استعملت القوات الجوية الأمريكية عدّة قواعد في الصين ،منها شنّت هجمات على اليابانيين في كامل المنطقة .

أواخر سنة 1941 تحصل الجنرال الياباني  "ياســـــوجي أوكامورا"  من القيــــــادة الأمبراطورية علــــى الإذن باستعمال  سياسة  الأرض المحروقة  باليابانية   (: 三光作戦, Sankō Sakusen,;)   بالصينية  (三光政策 ;pinyin : Sānguāng Zhèngcè) وتعني حرفيا سياسة الكليات الثلاثة "قتل الكل ،حرق كل شيء ،نهب كل شيء"  استراتيجية متبعة للإنتقام و للردّ على " هجمات المائة فوج" التي قامت بها قوات الحزب الشيوعي .أدت هذه السياسة إلى مقتل ما يقارب 2،7 مليون  مدني صيني حسب المؤرخ الياباني ميتسويوتشي هيميتا ، كما أدّى القصف الممنهج  على عاصمة القوميين "تشونغ تشينغ"  إلى سقوط عشرات الآلاف من المدنيين مما جعل منها المدينة الأكثر تعرّضا للقصف خلال الحرب العالمية الثانية .
سنة 1944 بدأ تدهور الوضع الياباني يتسارع ،لذلك خاطر اليابانييون بالإستحواذ على القواعد الجوية الأمريكية و الصينية التي تهدّدهم ، مما سيخوّل لهم  السيطرة على  مقاطعات هونان ،هنان ،وقوانسي . و رغم انتصاراتهم على الأرض لم يستطع اليابانييون وقف الطلعات الجوية و الغارات الأمريكية التي أصبحت تنطلق من مطارات تقع على جبهة المحيط الأطلسي.

انهزام اليابان 

سنة 1945 بدعم من الجنرال ألبرت كوادي وادماير ، تمكن الجيش الصيني من استعادة زمام المبادرة .في شهر أفريل شن اليابانيون هجوما جديدا ضد الصينيين و الأمريكيين ، لكن تم صدّهم في جوان في مقاطعة هونان .و قام الصينييون بهجوم معاكس في أوت على مستوى مقاطعة  قوانغسي . في الثامن من أوت أعلنت روسيا رسميا الحرب على اليابان استنادا لمؤتمر يالطا .استطاع الروس بسهولة اجتياح منشوريا و منغوليا الداخلية مما انجر عنه شلل تام في صفوف جيش كوانتونخ ،في نفس الوقت تنتصر القوات الصينية في قوانسي و عدة محاور أخرى تزامنا مع القصف الأمريكي النووي لناكازاكي .
أعلن هيروهيتو استسلام اليابان للحلفاء في 15 أغسطس 1945. يوم 2 سبتمبر، كانت جمهورية الصين من بين الموقعين على أعمال استسلام اليابان في 9 سبتمبر، خلال احتفال أقيم في نانجينغ سلمت ياسوجي أوكامورا، قائد القوات المسلحة اليابانية في الصين،  رسميا إلى هو ينغتشينغ ، وزير الحرب الصينية، وثيقة استسلام قواته.
وفقا لأحكام مؤتمر القاهرة لعام 1943، عادت مانشوكو( سابقا ) وتايوان وجزر بيسكادورس للصين. ومع ذلك، لم تستقل جزر ريوكيو .

المصادر

.linternaute.com


Enhanced by Zemanta
尼扎尔 Nízhāěr

尼扎尔 Nízhāěr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

يتم التشغيل بواسطة Blogger.